بقلم د/محمد محسن
في عالم يزداد صخبًا كل يوم، ويخطف فيه الانشغال أنظارنا بعيدًا عن التفاصيل الصغيرة.......
تظل "خيوط المودة" هي الرابط الخفي الذي يجمع أفراد الأسرة، ويمنحهم شعور الأمان والانتماء........
المودةأبسط من أن تشترى والمودة لا تحتاج إلى مظاهر كبيرة أو إمكانيات مادية......
بل تكمن في تفاصيل صغيرة و ابتسامة في نهاية يوم متعب، كلمة تقدير، أو جلسة عائلية دافئة حول مائدة الطعام......
هذه اللمسات البسيطة تترك أثرًا عميقًا وتعيد شحن العلاقات الأسرية بطاقة إيجابية.......

تحديات تهدد الخيوط لكن هذه الخيوط الرقيقة تواجه اليوم تحديات عديدة، أبرزها الانشغال بالتكنولوجيا.....
والضغوط الاقتصادية، وغياب الحوار المباشر. كثير من الأسر صارت تجتمع جسديًا تحت سقف واحد، لكنها متباعدة عاطفيًا بسبب الهواتف والشاشات.......
قوة المودة في مواجهة الأزمات تشير دراسات اجتماعية إلى أن الأسر التي يسودها جو من المودة والاحترام، أكثر قدرة على تجاوز الأزمات المالية أو الصحية......
فالمودة تحول المشكلات الكبيرة إلى تحديات مشتركة، وتمنح كل فرد شعورًا بأنه ليس وحده في مواجهة الحياة.....
نحافظ على خيوط الموده من خلال الاهتمام اليومي كلمة طيبة أو سؤال عن الحال قد يصنع فرقًا......
اوالإنصات اى إعطاء مساحة حقيقية لكل فرد ليعبر عن مشاعره.....
او التقدير اى شكر بسيط يعزز قيم العطاء داخل البيت......
او المشاركة اى قضاء وقت جماعي في أنشطة بسيطة يعيد الروابط إلى قوتها.......
خيوط المودة قد تبدو رقيقة، لكنها أقوى مما نتصور. فهي التي تحمي الأسر من التباعد.......
وتجعل البيوت عامرة بالدفء رغم كل ضغوط الحياة. إن الحفاظ على هذه الخيوط ليس رفاهية......
بل ضرورة لبقاء المجتمع متماسكًا وصامدًا أمام تحديات الزمن......
أضف تعليق