بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان وزينه بالعقل وشرفه بالإيمان، أحمده سبحانه تعالى وأشكره أدبنا بالقرآن، وزيننا بزينة الايمان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمرنا بالخير والإحسان، ونهانا عن الفسوق والعصيان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، المبعوث بالحق وحسن البيان، صلى الله عليه ما تعاقب الجديدان، وتتابع النيران وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من أنواع المهارات هي مهارة الإستماع، حيث تمثل مهارة الإستماع الوجه الآخر لمهارة الحديث ومنهما معا يتحدد طرفا عملية الإتصال الرئيسيين المرسل المستقبل أو المتحدث، والمستمع ويمثل الإستماع وسيلة أساسية للحصول على المنبهات الخارجية وترجع أهمية الإستماع إلي السمع أسبق حواس العقل إلي وصل الإنسان بالكو ن، ويتسم السمع بالقدرة على الشمول والإحاطة.

ويمكن للفرد أن يعيش بفضل حاسة السمع إذا فقد حاسة البصر، وكذلك الإستماع إلي شريط أساسي للنمو اللغوي إضافة إلي إكتساب خبرات الآخرين وهو إكتساب معلومات جديدة، وتحسين العلاقات وتأكيد الأهمية والتقييم والفهم، ويتحدد عناصر عملية الإستماع في المتحدث والرسالة والمستمع والإدراك وبيئة الإستماع والتشويش ورجع الصدى، ويمكن تقسيم الإستماع وفقا للمعايير المختلفة إلي أنواع أولا وفقا للحجم وهو إستماع ذاتي وهو الإتصال للعقل اللاشعوري لعملية التحدث مع النفس ولعملية التذكر التأملى، وأيضا الإستماع بين فردين، ويتمثل في عملية الإستماع التي تحدث أثناء الأحاديث التي نتبادلها مع بعضنا البعض في الطرقات والميادين ومجالات العمل، وكما هناك الإستماع الجماعي، ويتمثل في الدروس والمحاضرات والخطب السياسية والدينية.
والمؤتمرات الصحفية والسياسية، ووفقا لعنصر المواجهة بين طرفي عملية الإستماع، فإن هناك إستماع مباشر وهو الذي يتواجد فيه طرفا عملية الإستماع وجها لوجه كما في أنواع الإتصال الشخصي والجماعي ويتميز بتزايد رجع الصدى، وهناك إستماع غير مباشر وهو الإستماع الذي عبر أجهزة ووسائل الإتصال والتليفون والإذاعة والتليفزيون، ووفقا للغرض من الإستماع، فإن هناك إستماع عارض وهو إستقبال كافة الأصوات المتاحة في البيئة المحيطة بالإنسان وبطريقة غير مقصودة، وأيضا إستماع تعليمي وتثقيفي، وتتمثل في عرض ونقل المعلومات الجديدة للمستمعين، وأيضا هناك إستماع توجيهي ويستهدف التوجيه والإرشاد بغرض التأثير في المستمعين، وأيضا هناك إستماع ترفيهي ويهدف إلي الترفيه عن المستمع أو مساعدته على قضاء أوقات الفراغ بطريقة ممتعة.
وكذلك الإستماع التعليمي ويحدث عندما نستمع لمتحدث يحاول التأثير على إتجاهات وعقائدنا وعواطفنا أو تصرفاتنا ونحن نستمع بطريقة تقيميه لكي نمكن أنفسنا من إصدار الأحكام المناسبة المتعلقة بمثل هذه الرسائل الاقناعية، وإن من أنواع المستمعين، هو مستمع مصغي وهو المستمع الذي يصغي بأذنيه ويتدبر بعقله كل ما يسمعه ويحلله ويصنفه ويقيمه، وكما أن هناك المستمع المتظاهر أو المدعي وهو الذي يظهر إستماعه وإنتباهه ليس مع المتحدث، وهناك المستمع الذاتي أو الأناني ويدخل في دائرة هذا الموضوع الأفراد الأنانيون الذين لا يحبون سوى أنفسهم ولا يرون سواها، وهناك المستمع المحدود الأهمية وهو الذي يصغي لموضوع الحديث الذي يدخل في نطاق إهتمامه فقط، وكما أن هناك المستمع الفضولي وهو مستمع غير هادف.
يعطي إنتباهه لكل ما يود معرفته مما يرضي فضوله عن الأشخاص والأشياء والأحداث، وكما أن هناك معوقات الإستماع، وتتمثل معوقات الإستماع في فقدان الهدف، وتفاهة الحديث، والميل للإنتقاد، والتشويش، وعدم الصبر، والسرطان، وكما يمكن تنمية مهارات الإستماع بثلاث طرق، أولا هي تنمية القدرة على التذكر، وذلك بتنظيم المعلومات وحفظها في شكل تتابعي أو مسلسل وإستخدام الأساليب المختلفة لتقوية القدرة على التذكر والتخيل والصور الذهنية، وثانيا هو الإستفادة من طيبة البناء المعرفي للفرد، وهي أن تتعرف على طبيعة الثقافة السائدة بمكوناتها المختلفة، وثالثا هو الإلتزام بالقواعد المرشدة الإستماع الجيد، والتي منها الإنتباه للمتحدث وتلافي تأثير العوامل التي تؤثر على الإنتباه مثل العوامل النفسية والطبيعية والفسيولوجية والبيئة ومراعاة اللغة اللفظية مثل الصمت والإنتباه لتأثير عامل السن، والإهتمام بالتعبيرات غير اللفظية المتابعة والتجاوب والتوافق وتجنب السرعة في الإستنتاج أو التقويم وتجنب تصنيف المتحدث أو إصدار الأحكام القطعية عليه وتجنب محاولة إيجاد أخطاء في طريقة إلغاء المتحدث.
أضف تعليق