الكلاب الضالة تحاصر "رأس البر".. خطر يهدد السياحة والمحافظة "في سبات"! _ مصر اليوم العربية

تقرير /احمد رامى

الغزو الذي شوه الجمال

​تشهد مدينة رأس البر السياحية، التي تعد من أهم مصايف الدلتا، غزواً حقيقياً للكلاب الضالة التي باتت تنتشر في شوارعها الرئيسية وعلى شواطئها المزدحمة. هذه الظاهرة لا تشوه فقط الشكل الجمالي المميز للمدينة، بل تحولت إلى مصدر قلق حقيقي للسكان والمصطافين، خوفاً من حوادث العقر ونقل الأمراض، وعلى رأسها السعار. ورغم تفاقم المشكلة والشكاوى المتكررة، يقف المسؤولون في المحافظة مكتوفي الأيدي وكأنهم في "سبات عميق"، في مشهد يثير التساؤلات حول دور الأجهزة التنفيذية في التصدي لهذه الأزمة المتصاعدة.

ذعر ليلي ونباح مستمر

​تؤكد شكاوى الأهالي والزوار أن أعداد الكلاب الضالة تزايدت بشكل غير مسبوق، وهي تتجول في مجموعات كبيرة، خاصة بعد غروب الشمس.

أماكن التمركز: تتركز أعدادها في مناطق التجمعات السكنية، وحول الأسواق، وكذلك في المناطق الخالية والأراضي الفضاء، حيث تتراكم بقايا الطعام.

الخطر المباشر: لم تعد المشكلة مقتصرة على التلوث البصري؛ فقد أشار سكان في مناطق متفرقة من رأس البر إلى تسجيل حوادث عقر ومطاردة للأطفال والمارة، مما يخلق حالة من الذعر الليلي ويمنع الأسر من الخروج بأمان.

شهادة الأهالي: يقول أحد سكان المنطقة: "الكلاب المسعورة تتجول في مجموعات كبيرة وتفزع السكان وتهاجم المارة، وتجعل النوم مستحيلاً نظراً لنباحها المستمر طوال الليل. المشكلة تهدد أطفالنا وسمعة المدينة التي نطمح أن تكون على خريطة السياحة العالمية."

 

أين الحلول المستدامة؟

​تتفاقم أزمة رأس البر في ظل تضارب الحلول أو غيابها الفعلي، الأمر الذي يوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى الأجهزة التنفيذية بالمحافظة:

العلم المُسبق: المشكلة ليست جديدة. فقد أشارت تقارير إعلامية سابقة (عام 2021 و 2024) إلى أن المحافظة على علم بانتشار الكلاب الضالة. بل إن محافظ دمياط السابقة (وزيرة التنمية المحلية حالياً) كانت قد أشارت في اجتماع بمجلس النواب إلى تنفيذ "تجربة ناجحة" للتعقيم والإخصاء في رأس البر، رغم تكلفتها المرتفعة.

عودة الظاهرة: نجاح التجربة المعلن عنه لم يمنع عودة وانتشار الظاهرة، ما يؤكد أن جهود المكافحة إما أنها كانت مؤقتة أو غير مستدامة، وأن الإجراءات الروتينية الحالية (مثل شن حملات الطب البيطري المؤقتة) لا تكفي للسيطرة على الأعداد المتزايدة.

​إهمال البيئة ونظافة الشوارع: يرجع البعض سبب تفاقم الأزمة إلى انتشار القمامة في الشوارع، وهو ما يمثل بيئة خصبة لتواجد وتكاثر الكلاب الضالة. هذا يضع مسؤولية مزدوجة على عاتق رئيس الوحدة المحلية في الحفاظ على النظافة العامة بالمدينة السياحية.

 

دعوة عاجلة لإنقاذ المدينة السياحية

​إن استمرار حالة "النوم في العسل" لدى المسؤولين يهدد بتحويل مدينة رأس البر من مصيف ساحر إلى مدينة يخشى زوارها التجول في شوارعها.

​إنقاذ الموقف يتطلب تدخلاً فورياً وحاسماً من محافظ دمياط ونائبه، لا يقتصر على الحلول التقليدية، بل يجب أن يشمل:

​تفعيل خطة التعقيم والإخصاء (TNR) بشكل دائم ومستدام بالتعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان.

​مراقبة صارمة لمنظومة النظافة ورفع القمامة بانتظام لقطع مصدر غذاء الكلاب.

​تخصيص أرقام ساخنة للتعامل الفوري مع أي حالات عقر أو تجمعات خطيرة للكلاب، مع الإعلان عن هذه الأرقام للمواطنين.

​على المحافظة أن تدرك أن صورة رأس البر السياحية تتطلب يقظة دائمة، وليس مجرد بيانات صحفية حول "حملات مستمرة" بينما الواقع يؤكد أن الكلاب الضالة هي التي تسيطر على شوارع المدينة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

كاريكاتير