بقلم د محمد محسن
في زمنٍ تتغير فيه العلاقات كما تتغير الفصول، يظل الأخ الحقيقي ثابتًا لا تهزه رياح الظروف ولا تبدله الأيام.........
فالأخوة ليست بطاقة ميلاد، ولا رقمًا يكتب في شهادة عائلية، بل هي مواقف تسندك حين تميل الحياة، ويد تمتد إليك عندما يثقل عليك الحمل............
الأخ ليس الأكبر سنًا ولا الأصغر عمرًا، بل هو من يقف بجانبك في لحظة ضيق دون أن تنادي، من يعرف وجعك من نبرة صوتك..............

ومن يفتح لك صدره قبل بيته. هو ذاك الشخص الذي يظهر وقت الشدة كأنه طوق نجاة يخرجك من غرقك قبل أن تشعر بالخطر...............
وفي وسط دوامة الحياة، قد نختلف، وقد نبتعد، ولكن يبقى الأخ هو الوحيد الذي لا يتركك تسقط مهما اختلفتم..........
يقف في ظهرك بلا ضجيج، ويقاتل لأجلك دون أن تطلب منه ذلك هو نعمة من الله تُدرك قيمتها كلما مررت باختبار جديد....
إن الأخوة الحقيقية لا تشترى، ولا تورث، بل تثبتها الأيام والمواقف.............
قد تمنحك الحياة إخوة من الدم، وقد تهديك أيضًا إخوة من الروح، يشبهونك في القلب لا في الملامح، ويثبتون لك أن الأخ يصنع بالمواقف لا بالعمر............
وفي النهايةيبقى الأخ الصادق هو السند الذي لا يميل، والظل الذي لا يختفي، والنعمة التي لا يقدرها إلا من عاش معنى الأخوة فعلًا............